في خطوة غير مسبوقة على مستوى كرة القدم العالمية، أعلنت الفيفا أن المغرب سيكون البلد المضيف لبطولة كأس العالم النسوية لأقل من 17 سنة لمدة خمس سنوات متتالية (2025-2029)، في سابقة تعكس الثقة المتزايدة في قدرات المملكة التنظيمية ومكانتها المتنامية على الساحة الرياضية الدولية.
رهانات اقتصادية واعدة
يُتوقع أن تشكل هذه البطولة السنوية فرصة اقتصادية كبيرة للمغرب، بالنظر إلى التدفق المنتظم للزوار، سواء كانوا لاعبات أو طواقم فنية أو جماهير ومشجعين من مختلف أنحاء العالم. وتشير التقديرات الأولية إلى أن استضافة هذا الحدث بشكل دوري قد تدرّ ملايين الدولارات سنوياً على قطاعات متعددة، أبرزها:
-
الضيافة والفندقة
-
النقل والسياحة
-
الخدمات المرتبطة بالرياضة والترفيه
كما ستعزز البطولة من الطلب على المنتجات المحلية، مما يدعم الاقتصاد الوطني ويخلق فرص عمل مؤقتة ودائمة في عدة مدن.
رافعة سياحية استراتيجية
من الجانب السياحي، تأتي البطولة كوسيلة ناجعة للترويج لصورة المغرب كوجهة آمنة، حديثة ومتنوعة ثقافياً. وسيتم بث المباريات إلى ملايين المشاهدين حول العالم، ما سيجعل من المدن المضيفة ـ مثل الرباط، مراكش، أكادير أو طنجة ـ منصات إشعاع عالمي تعكس جمال المغرب وغناه التراثي.
تُعد هذه البطولة كذلك فرصة لتوسيع السياحة الرياضية، وهو قطاع واعد يجمع بين عشق الرياضة واكتشاف الثقافة المحلية. ومع تنامي السياحة الرقمية، يمكن لهذا الحدث أن يُحدث تأثيرًا طويل الأمد على تصنيف المغرب كإحدى الوجهات المفضلة في إفريقيا والعالم العربي.
دعم للرياضة النسوية واستثمار في الأجيال الصاعدة
تُعبر استضافة هذه النسخة الموسعة (بمشاركة 24 منتخباً لأول مرة) عن إيمان راسخ لدى المغرب بتعزيز الرياضة النسوية، ودعم للفتيات المغربيات لحلم الاحتراف الكروي. كما تبرز البطولة كمنصة لتطوير الكفاءات التنظيمية الوطنية وتبادل الخبرات مع شركاء دوليين.
يمثل اختيار المغرب لاحتضان كأس العالم النسوية U17 لخمس دورات متتالية فرصة تاريخية لتعزيز الاقتصاد الوطني، وتكريس مكانة المغرب على خارطة الرياضة العالمية، إلى جانب تحفيز التنمية السياحية والاجتماعية والرياضية. ويبقى التحدي الأهم هو حسن الاستعداد لضمان تنظيم ناجح يعكس طموح المملكة ورؤية 2030 لتنمية شاملة ومستدامة.