في سياق التحولات الجيوسياسية والتحديات المناخية العالمية، يواصل المغرب تعزيز موقعه الاستراتيجي في مجال الطاقة، معتمداً على الغاز الطبيعي كخيار انتقالي رئيسي نحو أمن طاقي مستدام. وفي مقابلة صحفية حديثة، قدمت أمينة بنخضرة، المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن (ONHYM)، رؤيتها بخصوص المشاريع الهيكلية الجارية، خاصة أنبوب الغاز الأفريقي الأطلسي ومحطة الغاز الطبيعي المسال بالناظور.
الغاز الطبيعي: خيار استراتيجي للمرحلة الانتقالية
أكدت بنخضرة أن الغاز الطبيعي يمثل خياراً بيئياً واقتصادياً مناسباً، بفضل انبعاثاته المنخفضة من ثاني أكسيد الكربون ومرونته العالية في الإنتاج. وهو ما يجعله عنصراً أساسياً في دعم الطاقات المتجددة، عبر ضمان توازن الشبكة الكهربائية واستقرارها، خاصة في فترات الذروة.
أنبوب الغاز الأفريقي الأطلسي: ربط اقتصادي وتنموي عابر للحدود
يعد مشروع أنبوب الغاز الأفريقي الأطلسي، الذي يمتد على أكثر من 6,900 كلم ويشمل 13 دولة ساحلية و3 دول داخلية، أحد أهم المشاريع الاستراتيجية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بشراكة مع رئيس نيجيريا. ويهدف المشروع إلى:
-
تعزيز التكامل الإقليمي في غرب إفريقيا،
-
تأمين مصادر طاقة مستدامة للمنطقة،
-
ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول المعنية.
وقد تم الانتهاء من الدراسات التقنية والبيئية والاقتصادية في عام 2024، بتعاون مع مكاتب هندسية دولية مرموقة مثل Worley وDoris وILF، مما أكد الجدوى التقنية والمالية للمشروع.
محطة الغاز الطبيعي المسال بالناظور: تنويع مصادر التزويد
يمثل هذا المشروع مكوناً أساسياً في استراتيجية المغرب لتنويع مصادر الغاز الطبيعي، من خلال:
-
بناء محطة لاستقبال وتخزين الغاز الطبيعي المسال،
-
تعزيز قدرة المملكة على استيراد الغاز من الأسواق العالمية،
-
وضمان أمن طاقي مرن وغير مرتبط بمصدر واحد.
رؤية وطنية ذات بعد قاري
أبرزت بنخضرة أن رؤية المغرب لا تقتصر فقط على تلبية احتياجاته الداخلية، بل تسعى إلى:
-
جعل المغرب مركزاً إقليمياً للطاقة في إفريقيا،
-
تشجيع التعاون جنوب-جنوب في مجال البنية التحتية الطاقية،
من خلال مشاريعه الطموحة في الغاز الطبيعي، يضع المغرب أسس سيادة طاقية ذكية، ترتكز على الابتكار، التنويع، والتعاون القاري، مما يؤهله للعب دور محوري في خريطة الطاقة الإفريقية خلال العقود القادمة.