الدار البيضاء، 28 ماي 2025 — في خطوة غير مسبوقة، أعلنت السلطات المغربية عن إلغاء طقس الأضحية خلال عيد الأضحى لهذا العام، ما أثار تساؤلات واسعة حول تأثير ذلك على القطاع الفندقي، الذي دأب على تقديم عروض خاصة تتضمن ذبح الأضاحي داخل الفنادق، كوسيلة لاستقطاب العائلات المغربية.
رغم هذه المستجدات، لم يقف المهنيون مكتوفي الأيدي. بل أظهر الفاعلون في قطاع الفندقة مرونة عالية، عبر اعتماد عروض بديلة تحافظ على الطابع الاحتفالي للمناسبة، وتعيد توجيه استراتيجياتهم نحو خلق قيمة مضافة غير مرتبطة بالطقوس الدينية.
انخفاض في العائدات… لكن ارتفاع في القيمة التسويقية
يرى لحسن زلماط، رئيس الفيدرالية الوطنية للصناعة الفندقية، أن التأثير الاقتصادي المباشر لإلغاء طقس الأضحية يبقى محدودًا نسبيًا، نظرًا لكون فترة العيد قصيرة (نهاية أسبوع فقط)، ما يقلّص فرص السفر والإقامة الطويلة. لكنه يشير إلى أهمية هذه المناسبة كأداة تسويقية أكثر من كونها مصدرًا كبيرًا للأرباح:
“عيد الأضحى لم يكن يومًا موسماً ذا هامش ربحي كبير، لكنه يلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز صورة الفندق لدى الزبائن المحليين، وبناء ولاء طويل الأمد”.
استراتيجيات بديلة: عروض ترفيهية وخدمات أسرية
في ظل غياب الأضحية، اختارت عدة مؤسسات فندقية كبرى، مثل فندق “إيدن أندلسو” بمراكش، التركيز على التجربة الشاملة عبر تقديم عروض ترفيهية، وبرامج موسيقية، ووجبات مستوحاة من المطبخ المغربي التقليدي، دون تضمين لحم الأضاحي. كما تم إطلاق تخفيضات على الإقامات القصيرة، مع التركيز على استقطاب الأسر التي تبحث عن أجواء احتفالية دون الارتباط بممارسات الذبح.
تحوّل في سلوك المستهلك
من جانبهم، أبدى العديد من المواطنين استعدادهم لإعادة توجيه ميزانية شراء الأضحية نحو قضاء عطلة سياحية قصيرة. ويُرجّح خبراء القطاع أن يساهم هذا التحوّل في إنعاش السياحة الداخلية، خاصة في الوجهات الساحلية أو الجبلية التي توفّر بدائل عائلية جذابة.
من الطقس إلى التجربة
يمثل إلغاء طقس الأضحية هذا العام اختبارًا لقدرة القطاع الفندقي المغربي على التأقلم مع التحولات الاجتماعية والدينية. ورغم التحديات، فإن معظم الفاعلين يسيرون نحو مقاربة جديدة، تضع تجربة الزبون في قلب العرض الاقتصادي، وتفتح آفاقًا لنمو السياحة الوطنية بعيدًا عن الطقوس التقليدية.