تعيش مدينة طنجة خلال عطلة عيد الأضحى المبارك على وقع دينامية سياحية لافتة، مع توافد أعداد كبيرة من الزوار من مختلف جهات المملكة ومن الخارج، وهو ما جعل الحاجة إلى فضاءات عمومية مفتوحة أكثر إلحاحًا.
وسط هذا السياق، برزت ساحة فارو، المعروفة لدى ساكنة المدينة باسم “سور المعكازين”، كإحدى أبرز نقاط الجذب السياحي التي تعرف إقبالًا كبيرًا خلال هذه المناسبة.
وبالرغم من أن أشغال التهيئة وإعادة التأهيل لم تُستكمل بعد، فقد قررت السلطات المحلية، بتنسيق مع الجهات المعنية، فتح الساحة مؤقتًا أمام العموم، في خطوة استثنائية تستجيب للطلب المتزايد على فضاءات الترفيه والاستجمام، خاصة من طرف العائلات والأطفال.
تهيئة لم تكتمل… وعطلة إنسانية للعمال
وفق معطيات حصلت عليها الجهة بوست من مصادر مطلعة، فإن الشركة المكلفة بالمشروع كانت قد كثّفت من وتيرة العمل خلال الأيام التي سبقت العيد، حيث استمرت الأشغال إلى ساعات متأخرة من ليلة الخميس/الجمعة 6 يونيو 2025.
إلا أنه، ونظرًا لظروف العمال الاجتماعية ورغبتهم في قضاء عطلة العيد رفقة أسرهم، تم منحهم عطلة مؤقتة، وهو ما جعل من المستحيل إنهاء جميع مراحل المشروع في الوقت المحدد.
ورغم ذلك، حرصت السلطات على تنظيف الساحة وإزالة الحواجز الوقائية المؤقتة، بما يسمح للزوار بالاستفادة من الموقع، مع ضمان شروط السلامة الجسدية، إلى حين استئناف الأشغال بعد عطلة العيد.
موقع رمزي في قلب المدينة
تُعد ساحة فارو من بين أهم الفضاءات التاريخية المفتوحة في طنجة، حيث تطل على مشهد بانورامي يأسر الأبصار بين البحر والمدينة العتيقة. وبفضل موقعها الحيوي، تحولت إلى نقطة لقاء مفضلة للساكنة والزوار، مما جعلها تحظى بمتابعة جماهيرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في ظل الأشغال الجارية.
المشروع الذي تعرفه الساحة يندرج ضمن رؤية حضرية متكاملة لإعادة تأهيل الفضاءات العمومية التاريخية في طنجة، مع مراعاة الجوانب الجمالية، الثقافية، والمعمارية. ويتضمن التصميم النهائي للساحة مساحات للجلوس، ممرات للراجلين، إضاءة فنية، وعناصر حضرية حديثة تجعل منها فضاءً للراحة والتأمل والتجوال.
طنجة: مدينة تتحول وتحتضن زوارها
إن افتتاح ساحة فارو مؤقتًا، حتى قبل انتهاء الأشغال، يعكس روح الانفتاح والتفاعل الإيجابي مع الضغط السياحي الموسمي، ويؤكد أن طنجة تسير بخطى واثقة نحو تعزيز مكانتها كوجهة سياحية وثقافية من الطراز الأول.
وسط المدينة، حيث يلتقي التاريخ بالحاضر، تظل “سور المعكازين” أكثر من مجرد ساحة. إنها مرآة لذاكرة طنجة وهوية أهلها، وفضاء حضري ينبض بالحياة، ويُنتظر أن يتحول قريبًا إلى إحدى أجمل معالم المدينة المفتوحة.