الجهة بوست
في إطار التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الداعية إلى تعزيز الأمن الغذائي الوطني وحماية الثروة الحيوانية، تشهد مدينة طنجة، على غرار باقي مدن المملكة، تعبئة ميدانية ملحوظة من طرف السلطات المحلية لمواجهة الممارسات غير القانونية التي تُهدد التوازن البيئي والاقتصادي المرتبط بقطاع تربية الماشية.
وقد سجلت منطقة حومة الواد، التابعة للملحقة الإدارية العاشرة مكرر بمدينة طنجة، تدخلًا نوعيًا في هذا السياق، تمثل في حجز عدد من رؤوس الماشية مجهولة المصدر، وهدم أماكن عشوائية (زرايب) كانت تُستغل بشكل غير قانوني لتخزين وتربية الأضاحي في ظروف تفتقر لشروط الصحة والسلامة.
تأتي هذه الإجراءات الاستباقية في سياق اقتراب عيد الأضحى، الذي يُمثل محطة استهلاكية كبرى في الدورة الاقتصادية الوطنية، لكنّه، في الوقت ذاته، يفتح الباب أمام بعض التجاوزات من طرف مربي ماشية موسميين، لا يراعون لا المعايير الصحية ولا الاستدامة الحيوانية، مما يُشكل تهديدًا حقيقيًا للقطيع الوطني.
ومن جهته، يُساهم المجتمع المدني المحلي بمدينة طنجة بدورٍ محوري في دعم هذه المقاربة، عبر نشر ثقافة اقتصادية وبيئية جديدة، تُثمّن التضامن الوطني وتُشجع على وعي جماعي بأهمية الحفاظ على القطيع كاستثمار في المستقبل.
وهكذا، لا يُنظر إلى عيد الأضحى هذه السنة من زاوية التضحية فقط، بل من منظور وطني أشمل: التضامن الاقتصادي، حماية الثروات الوطنية، وضمان ديمومة الأمن الغذائي.
فالامتناع عن الأضحية هذا العام، في ظل الظروف الراهنة، ليس تخليًا عن شعيرة دينية، بل هو موقف وطني مسؤول، يُجسد وعيًا متقدمًا بدور المواطن في حماية الاقتصاد، ودعم المصلحة العامة، وتجنيب البلاد خسائر مستقبلية قد تكون أثقل