الجهة بوست
تفاصيل الصفقة وأهدافها
تعتبر هذه الصفقة خطوة هامة في سياق التزام “إنجي” بخطة التخلص من الفحم على الصعيدين الإقليمي والعالمي. إذ تحتفظ “إنجي” الآن بحصة 17.67% من أسهم شركة “سافييك”، في حين أن شركة “ناريفا”، التابعة لمجموعة “المدى” المغربية، أصبحت الآن تحتل مركزًا قويًا في هيكلة الملكية الخاصة بالمحطة الحرارية التي تُعد واحدة من المشاريع الطاقية الاستراتيجية في المغرب.
وتهدف هذه العملية إلى توجيه السوق المغربي نحو استثمارات أكثر استدامة، خصوصًا في ظل الخطة الشاملة لمجموعة “إنجي” التي تسعى من خلالها إلى التخلص تمامًا من استخدام الفحم بحلول عام 2027. وقد بدأت الشركة الفرنسية في تنفيذ هذه الاستراتيجية منذ عدة سنوات، مع العلم أن “إنجي” قد قامت في وقت سابق بالإعلان عن رغبتها في بيع حصتها بالكامل في “سافييك” في غضون السنوات المقبلة.
محطة آسفي للطاقة الحرارية: دور محوري في الطاقة المغربية
تمثل محطة “سافي” للطاقة الحرارية محطة حيوية في شبكة الكهرباء المغربية، حيث توفر طاقة تصل إلى 1,250 ميغاوات من الكهرباء. قد تم الانتهاء من بناء المحطة في عام 2018، بعد استثمار إجمالي قدره 2.6 مليار دولار أمريكي. وتستخدم المحطة تكنولوجيا الفحم “النظيف” المعروفة بالتقنيات فوق الحرجة (Ultra-Supercritical), مما يساعد على تحسين الكفاءة وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالمحطات التقليدية.
تجدر الإشارة إلى أن المحطة تعتبر الأولى من نوعها في إفريقيا التي تستخدم هذه التكنولوجيا المتقدمة، مما يسهم بشكل كبير في تحسين الأداء البيئي وتقليل البصمة الكربونية للمغرب. ورغم هذه الابتكارات، فإن شركاء المشروع يبحثون الآن عن حلول لتخفيض الانبعاثات الكربونية بشكل أكبر، مثل استخدام الأمونيا الخضراء كبديل للفحم.
رؤية إنجي للتحول الطاقي
تعتبر “إنجي” أن التحول الطاقي هو التوجه الأساسي في استراتيجيتها العالمية، حيث أكدت المجموعة على التزامها بخفض انبعاثات الكربون بشكل كبير من خلال تخليها عن استخدام الفحم في أوروبا بحلول عام 2025، وفي باقي أنحاء العالم بحلول عام 2027. كما تهدف إلى الخروج التدريجي من جميع أنواع الوقود الأحفوري بحلول عام 2045، مع التركيز على زيادة استثماراتها في مصادر الطاقة المتجددة.
تمثل هذه الخطوة جزءًا من الاتجاه العالمي نحو تقليل الاعتماد على الفحم وتحقيق تحول نحو مصادر الطاقة النظيفة، حيث يساهم كل من القطاعين الخاص والعام في دعم هذه التحولات. في هذا السياق، يبرز دور الشركات المغربية مثل “ناريفا” في ضمان استدامة هذه المشاريع وتطوير القطاع الطاقي في البلاد، مع العمل على تحقيق الأهداف الوطنية المتعلقة بالتحول الطاقي وتحقيق الأمن الطاقي للمستقبل.