تحت الرعاية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، احتضنت جهة طنجة تطوان الحسيمة أشغال المناظرة الوطنية الثانية حول الجهوية المتقدمة، بمشاركة وازنة من مسؤولين حكوميين وجهويين وشخصيات دستورية وقضائية، إلى جانب نخبة من المنتخبين والخبراء والأكاديميين.
الجهوية المتقدمة بين تحديات الحاضر وتطلعات المستقبل
تأتي هذه المناظرة بشعار “الجهوية المتقدمة بين تحديات اليوم والغد”، تأكيدًا على التزام المملكة المغربية بترسيخ نموذج جهوي يواكب تطلعات المواطنين ويراعي خصوصيات الجهات. وقد أكد السيد عمر مورو، رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، في كلمته الافتتاحية، على أهمية هذه التظاهرة، قائلاً:
“إننا كمسؤولين جهويين، وباسم عموم ساكنة الجهة، نشعر بالامتنان والاعتزاز لتشريف جهتنا باحتضان هذا الحدث الوطني البارز الذي يجسد الإرادة الملكية السامية لتفعيل ورش الجهوية المتقدمة كرافعة للتنمية الشاملة.”
كما توجه السيد مورو بشكر خاص لوزارة الداخلية وجمعية جهات المغرب على الإعداد الجيد لهذا اللقاء، منوّهًا بالشعار الذي يعكس انشغال الجميع بتنزيل هذا الورش الوطني الكبير، الذي مضت عليه تسع سنوات من التحديات والفرص.
محاور رئيسية للنقاش: الماء والنقل ورقمنة الإدارة
تناولت المناظرة محاور أساسية تعكس أولويات المرحلة، أبرزها:
- ندرة المياه والتغيرات المناخية: حيث شدد المتدخلون على ضرورة إيجاد حلول مبتكرة وفعالة لمواجهة تحديات الموارد المائية، ودعوة الجهات إلى الانخراط بفعالية في هذا الملف.
- تطوير منظومة النقل والتنقل المستدام: في ظل الاستعدادات للاستحقاقات الرياضية الدولية، تم التأكيد على أهمية تحسين البنيات التحتية للنقل الحضري وشبه الحضري.
- رقمنة إدارة الجهات: أشار السيد مورو إلى ضرورة تطوير الإدارة الرقمية لتعزيز الشفافية وتحسين الأداء الإداري والخدماتي، مؤكدًا أن الرقمنة أداة حاسمة لتحقيق الحكامة الجيدة.
تطلعات نحو توصيات عملية وفعالة
أكد السيد عمر مورو أن التنمية المنشودة تعتمد على ترجمة المخططات والبرامج إلى واقع ملموس يشعر به المواطن في حياته اليومية، قائلاً:
“إن النجاح في هذا الورش الكبير يتطلب منا جميعًا، مسؤولين جهويين ومركزيين، العمل المشترك لتعزيز ديمقراطية القرب وتحقيق التنمية المستدامة بما يليق بتطلعات المواطنات والمواطنين.”
واختتم السيد مورو كلمته بالتأكيد على أن مخرجات هذه المناظرة ستكون فرصة لإيجاد حلول عملية وبراغماتية تمكن مجالس الجهات من الاضطلاع بدورها الكامل في تحقيق التنمية الشاملة على المستوى الترابي.
رسالة أمل ومسار مستمر نحو التنمية
تُعد هذه المناظرة خطوة جديدة في مسار المملكة نحو بناء نموذج جهوي متقدم، يُرسي أسس التنمية المتوازنة والشاملة. وبفضل التوجيهات الملكية السامية والرؤية الجماعية للمشاركين، تظل الجهوية المتقدمة مشروعًا استراتيجيًا يُجسد التزام المغرب بخدمة المواطن وتحقيق تطلعاته.