طنجة – في ظل التحولات الاقتصادية العالمية وتزايد التحديات البيئية والاجتماعية، اختتمت فعاليات الدورة التاسعة عشرة من معرض “Maroc In Mode” بمدينة طنجة في 17 ديسمبر، بعد ثلاثة أيام من النشاط المكثف الذي انطلق في 14 من الشهر ذاته. نظمت الحدث الجمعية المغربية لصناعات النسيج والألبسة (AMITH)، بدعم من عدد من الشركاء المؤسساتيين، وعلى رأسهم ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة، مجلس الجهة وشركة ERUM Maroc.
وجاءت هذه الدورة تحت شعار “دايم”، أي “مستدام”، تعبيرًا عن الرؤية الجديدة التي يتبناها القطاع المغربي للنسيج، والذي يسعى اليوم للتموقع كفاعل اقتصادي يُراعي البعد البيئي والاجتماعي، ويواكب التوجهات العالمية نحو الاقتصاد الأخضر.
6000 متر مربع و120 عارضًا: منصة للترويج الصناعي
احتضن المعرض أزيد من 120 شركة عارضة على مساحة فاقت 6000 متر مربع، حيث تم تسليط الضوء على إمكانات النسيج المغربي، لا سيما في منطقة الشمال، التي أضحت مركزًا استراتيجيًا على مستوى الإنتاج والتصدير. وشكل المعرض فرصة لعرض مهارات التعاونيات المحلية في مجال الحرف اليدوية، بالإضافة إلى مساحة مخصصة للمبدعين الشباب، من تصميم أكاديمية الموضة بالدار البيضاء (CMA)، شملت أربعة مصممين من أبناء مدينة طنجة.
شراكة مغربية برتغالية من أجل تنمية تنافسية
وفي خطوة تعكس التوجه نحو التكامل الدولي، شهد المعرض توقيع اتفاقية شراكة بين AMITH ونظيرتها البرتغالية (ATP)، تهدف إلى دعم سلاسل التوريد بين البلدين، وتعزيز قدرتهم المشتركة على ولوج أسواق جديدة وواعدة، بما في ذلك الأسواق الأوروبية والإفريقية.
طنجة.. قطب صناعي صاعد
أبرز المنظمون خلال الحدث أن مدينة طنجة، نظرًا لموقعها الجغرافي وبنيتها التحتية الصناعية، تشكل قاطرة محورية في قطاع النسيج المغربي، حيث تستقطب استثمارات وطنية ودولية متزايدة، وتسهم بنسبة معتبرة في الصادرات نحو الاتحاد الأوروبي، الذي يبقى الشريك التجاري الأول للمغرب في هذا القطاع.
نحو صناعة نسيج مستدامة ومبتكرة
بتركيزه على الاستدامة، الابتكار، والتعاون الدولي، يكون معرض “Maroc In Mode” قد أكد من جديد على قدرة قطاع النسيج المغربي على مواكبة التحولات العالمية وتقديم نموذج صناعي تنافسي، قادر على خلق القيمة المضافة محليًا وتحقيق نمو اقتصادي مستدام.