الحوار السلمي كعنصر داعم للاستقرار الاقتصادي
في سياق الدينامية المجتمعية التي تعرفها مدينة طنجة، احتضن مركز خدمات الشباب بمغوغة الكبيرة مائدة مستديرة تحت شعار:
“التعبير السلمي طريقنا لبناء المستقبل… معاً ضد العنف والفوضى والتخريب”.
هذا الحدث، الذي نظم يوم السبت 04 أكتوبر 2025، لم يكن مجرد لقاء توعوي، بل شكل منصة استراتيجية لتعزيز الاستقرار الاجتماعي، وهو عامل أساسي لأي تنمية اقتصادية مستدامة على المستوى المحلي.
الاستقرار الاجتماعي… شرط لجذب الاستثمار المحلي
أبرز المتدخلون من مسؤولي قطاع الشباب وممثلي المجتمع المدني أن الاحتجاج السلمي والحوار الحضاري يمثلان ركيزة للحفاظ على مناخ مستقر وآمن داخل الأحياء، وهو ما يساهم بشكل مباشر في:
-
تحسين صورة الحي كفضاء آمن ومستقر،
-
تشجيع الأنشطة الاقتصادية المحلية (تجارة، خدمات، استثمار صغرى)،
-
ضمان استدامة المشاريع الاجتماعية والبنيات التحتية التي أُحدثت في السنوات الأخيرة.
فحي مغوغة شهد تدشينات ملكية لمراكز شبابية ورياضية وثقافية، ما جعله ضمن المناطق المستفيدة من الاستثمارات العمومية في إطار برامج التنمية الحضرية لمدينة طنجة.
الشراكة بين الدولة والمجتمع المدني كرافعة اقتصادية
تطرّق اللقاء إلى أهمية التكامل بين المجهودات العمومية والمبادرات المدنية، حيث استعرض ممثلو قطاع الشباب البرامج التربوية والثقافية والرياضية التي تقدم لفائدة الساكنة، مبرزين الدور المحوري للجمعيات المحلية في إدارة هذه الفضاءات وتنشيطها.
هذا التعاون يعكس نموذجاً للتدبير المشترك الذي يعزز القيمة المضافة للمشاريع العمومية ويُحسّن مردوديتها الاقتصادية والاجتماعية، عبر ضمان استغلال مستدام للمرافق وتخفيض تكاليف الصيانة الناتجة عن أعمال التخريب أو الإهمال.
الوعي الجماعي… رأسمال غير مادي للتنمية
اعتبر المشاركون أن مثل هذه اللقاءات تسهم في بناء رأسمال اجتماعي محلي قائم على الحوار والوعي والمسؤولية، وهو ما ينعكس إيجاباً على:
-
تحسين جودة الحياة في الحي،
-
رفع جاذبية المنطقة أمام المستثمرين المحليين والخواص،
-
دعم استقرار الأنشطة الاقتصادية الصغرى والمتوسطة،
-
تعزيز الاندماج الاجتماعي للشباب والناشئة.
فالاستثمار لا يزدهر في بيئة يسودها العنف أو الفوضى، بل في فضاءات يسود فيها النظام والثقة والتعاون بين الفاعلين.
خلاصة: التنمية تبدأ من السلوك المدني
أبرزت مائدة مغوغة أن السلوك المدني والاحتجاج السلمي ليسا مجرد قيم تربوية، بل أدوات فعالة لتعزيز الاستقرار الاقتصادي المحلي. فبقدر ما يرسّخ الشباب ثقافة المسؤولية والانتماء، بقدر ما تزداد قدرة الأحياء على جذب الاستثمارات وتحقيق التنمية المستدامة.