الجهة بوست
في ظل التحديات البيئية المتزايدة التي يواجهها المغرب، خاصة ما يتعلق بندرة الموارد المائية وتزايد الضغط على المنظومة الهيدرولوجية، أعلن وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة عن إطلاق النسخة الأولى من “جائزة الكفاءة المائية في السكن”، وذلك في إطار تنزيل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الرامية إلى ترشيد استهلاك المياه وتعزيز مرونة السياسات العمومية تجاه التحولات المناخية والبيئية.
السياق الاقتصادي والبيئي
يعاني المغرب منذ سنوات من توتر مائي هيكلي نتيجة عدة عوامل مترابطة، تشمل:
-
التغير المناخي وتراجع التساقطات المطرية،
-
استنزاف الموارد الجوفية،
-
ضعف النجاعة في أنظمة التوزيع والري،
-
والضغط المتزايد على الطلب بفعل النمو الديموغرافي والتوسع الحضري.
وقد صرح وزير التجهيز والماء نزار بركة، خلال ندوة “التوتر المائي بالمغرب: فهم الواقع والعمل”، أن “الأمطار الأخيرة لا تُغيّر من خطورة الوضع”، في إشارة إلى أن الظرفية المائية تقتضي تغييرات هيكلية لا حلول ظرفية فقط.
أهداف الجائزة
تروم هذه الجائزة تعزيز الممارسات الفضلى والابتكار في ما يخص تدبير الماء داخل القطاع السكني، عبر تشجيع:
-
التصاميم المعمارية المستجيبة للنجاعة المائية،
-
أنظمة إعادة استعمال المياه الرمادية،
-
آليات الاقتصاد في استهلاك الماء داخل المنازل،
-
والممارسات البنيوية التي تساهم في تقليص الأثر المائي طيلة دورة حياة البنايات.
فئات المشاركة وشروط الترشيح
سيتم فتح باب المشاركة أمام مختلف الفاعلين:
-
المهندسين المعماريين والمقاولين (Maîtres d’ouvrage et d’œuvre)،
-
الشركات الناشئة (Startups)،
-
الجمعيات والمؤسسات الأكاديمية،
-
الطلبة الباحثين والمهتمين بالابتكار المعماري المستدام.
وتنقسم الجائزة إلى فئتين رئيسيتين:
-
الفئة الأولى: مشاريع منجزة أو قيد الإنجاز (مهنيون ومؤسسات).
-
الفئة الثانية: مسابقة أفكار (مهنيون، مؤسسات، وطلبة).
آخر أجل لإيداع الترشيحات هو: 30 يونيو 2025 على الساعة 16:30
مكان الإيداع: مقر الوزارة
تحميل ملف الترشيح: www.mhpv.gov.الأبعاد الاقتصادية للجائزة
من منظور اقتصادي، تساهم هذه المبادرة في:
-
تخفيض كلفة استهلاك الماء على المدى الطويل داخل المباني السكنية،
-
تحفيز الابتكار المقاولاتي في ميادين البناء المستدام والتكنولوجيا البيئية،
-
وخلق سوق جديدة للمنتجات والخدمات المرتبطة بالكفاءة المائية (مثل التجهيزات الذكية، أنظمة الترشيد، مواد البناء الموفرة للماء).
كما تمثل الجائزة خطوة استراتيجية في تجسيد مبدأ الاقتصاد في الماء كعنصر محوري للتنمية الحضرية المستدامة، تماشياً مع التوجهات الكبرى للمملكة في إطار النموذج التنموي الجديد.
يُعتبر هذا التتويج الرمزي دافعًا نحو ترسيخ ثقافة النجاعة المائية في مجال السكن، وتعزيز مكانة المغرب كدولة رائدة في مواجهة التغيرات المناخية بآليات مبتكرة وفعالة. إن جائزة “الكفاءة المائية في السكن” ليست فقط مسابقة، بل دعوة إلى التحول العميق في أنماط التفكير والتصميم والتدبير الحضري.