الجهة بوست
في إطار تعزيز شراكاتها الاستراتيجية وتحقيق أهدافها التنموية في أفق استضافة كأس العالم 2030، دخلت المملكة المغربية في شراكة تقنية متقدمة مع دولة الإمارات العربية المتحدة تهدف إلى تطوير وتحديث البنية التحتية للمطارات المغربية، عبر توظيف التقنيات الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي.
وتسعى وزارة النقل واللوجستيك المغربية من خلال هذه الشراكة إلى الاستفادة من التجربة الإماراتية الرائدة في مجال تدبير النقل الجوي وتسيير المطارات، لاسيما من حيث الكفاءة التشغيلية والرقمنة والتحكم في التدفقات الجوية. وتأتي هذه الخطوة ضمن رؤية استراتيجية أشمل ترمي إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة في المطارات الوطنية، ورفع مستوى تنافسيتها إقليميًا ودوليًا.
وقد توّج هذا التعاون بتوقيع مذكرة تفاهم بين المديرية العامة للطيران المدني بالمغرب والهيئة العامة للطيران المدني بدولة الإمارات، ترمي إلى تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير التعاون في مجالات التخطيط الاستراتيجي، الاستدامة، والتكوين المهني في قطاع الطيران المدني.
ويُعد هذا الاتفاق جزءًا من مقاربة اقتصادية متكاملة تهدف إلى مواكبة التحولات العالمية المتسارعة في مجال النقل الجوي، حيث باتت البنية التحتية المتطورة، واستخدام الذكاء الاصطناعي، عناصر حاسمة في رفع أداء المطارات وزيادة قدرتها الاستيعابية وتحسين تجربة المسافر.
وتكتسي هذه الشراكة أهمية خاصة بالنظر إلى المشاريع الكبرى التي يطلقها المغرب لتوسعة مطاراته الرئيسية، وفي مقدمتها مطار محمد الخامس الدولي ومطار مراكش المنارة، وذلك استجابة للطلب المتزايد على النقل الجوي، وتفعيلاً لسياسة المغرب الرامية إلى تعزيز جاذبيته السياحية وتحسين مناخ الأعمال.
كما تمثل هذه الخطوة تجسيدًا عمليًا للعلاقات الاقتصادية المتينة التي تربط بين المغرب والإمارات، وتأكيدًا على انخراط البلدين في مشاريع ذات طابع استراتيجي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتوطيد الشراكات العربية-العربية المبنية على تبادل الخبرات والمعرفة.
خاتمة:
في ظل تحديات العولمة ومتطلبات الاقتصاد الرقمي، يُعد الاستثمار في تطوير البنية التحتية للمطارات خيارًا استراتيجيًا بالنسبة للمغرب، خصوصًا مع اقتراب تنظيم كأس العالم 2030. ومن خلال هذه الشراكة مع الإمارات، يخطو المغرب خطوة مهمة نحو تحقيق التميز في مجال الطيران المدني، ورفع قدراته التنافسية على الساحة الدولية.