في خطوة تعكس قلقاً متزايداً بشأن التلوث البيئي، أقرت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، بفشل تطبيق قانون “زيرو ميكا”، الذي أطلقه المغرب بهدف الحد من استخدام البلاستيك وتقليل مخاطر النفايات الناتجة عنه. جاء هذا الاعتراف خلال جلسة عامة في مجلس النواب، حيث أكدت الوزيرة أن التدابير التي نص عليها القانون لم تجد طريقها إلى التنفيذ، مما أضعف جهود مكافحة التلوث.
وأوضحت بنعلي أن النفايات البلاستيكية لا تزال تمثل 12% من إجمالي النفايات المنزلية، على الرغم من مرور سنوات على إقرار القانون. وأشارت إلى أن أزمة كوفيد-19 ساهمت في تفاقم الوضع، مع ارتفاع الطلب على المنتجات البلاستيكية. ومع ذلك، شددت الوزيرة على التزام المغرب بالقرارات الأممية في هذا المجال، خصوصاً القرار 14/5 لجمعية الأمم المتحدة للبيئة.
وأضافت أن الوزارة بصدد إعداد قانون جديد يُحدث تغييرات مهمة في مجال إدارة النفايات، من خلال تقليص الإنتاج، واعتماد الفرز الانتقائي، وتوسيع المسؤولية على المنتجين. وأعلنت عن تطلعها لدعم البرلمان في المصادقة على هذا القانون.
تحديات النفايات الطبية
في السياق ذاته، لم تُقنع تصريحات الوزيرة النواب بشأن تدبير النفايات الطبية، حيث أثار أعضاء البرلمان مخاوف جدية حول غياب نظام صارم لإدارة هذه النفايات، وضعف البنية التحتية المخصصة لمعالجتها. وأشار النواب إلى خطورة التخلص من النفايات الطبية بطرق تقليدية وغير آمنة، ما يشكل تهديداً مباشراً على الصحة العامة والبيئة.
وأكدت النائبة البرلمانية عن الفريق الدستوري الديمقراطي الاجتماعي أن النفايات السائلة والمعادن الثقيلة الناتجة عن المستشفيات، بما في ذلك المذيبات العضوية والمخلفات المشعة، تُفاقم المخاطر البيئية. كما أشارت إلى أن العديد من هذه النفايات يتم التخلص منها في مطارح عمومية، إلى جانب النفايات المنزلية، دون أي معالجة خاصة.
المطالب والحلول
- تنظيم صارم: وضع معايير واضحة لتصنيف النفايات الطبية وفصلها عن النفايات العامة.
- البنية التحتية: إنشاء مرافق متخصصة لمعالجة النفايات الطبية وفقاً للمعايير الدولية.
- توعية وتدريب: تنظيم دورات تدريبية للعاملين في القطاع الصحي حول إدارة النفايات.
- تعزيز الرقابة: تطبيق صارم للقوانين الحالية وفرض عقوبات على المخالفين.
أمام هذه التحديات، يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن الحكومة من تحويل الإعلانات إلى أفعال ملموسة لمعالجة هذه الإشكاليات البيئية الخطيرة؟