في سياق التحولات الاقتصادية العالمية والتوترات التجارية بين القوى الكبرى، يبرز المغرب كنموذج فريد للدول النامية في تعظيم الفرص الاقتصادية وحماية مصالحها الوطنية. من خلال تحليل صادر عن معهد الشؤون الدولية الملكي البريطاني (تشاتام هاوس)، يتضح كيف تمكنت المملكة المغربية من استغلال مواردها الطبيعية وتحسين بنيتها التحتية لتصبح محوراً حيوياً في الاقتصاد الدولي.
يُعتبر المغرب مثالاً على كيفية استخدام الدول للسياسات الاقتصادية المنظمة والمتوازنة لجذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز الشراكات الدولية. فمع وجود أكبر احتياطيات الفوسفات في العالم، والتي تلعب دوراً حاسماً في إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية، يستثمر المغرب بكثافة في تطوير صناعاته التحويلية وبنيته التحتية الصناعية.
الاستقرار السياسي والاجتماعي في المغرب، إلى جانب الإصلاحات الاقتصادية والحوكمة الفعالة، قد عزز من مكانة المغرب كوجهة مفضلة للشركات العالمية التي تسعى لتنويع مصادر إنتاجها وتقليل الاعتماد على السوق الصينية، في ظل السياسات الحمائية المتزايدة من الغرب.
يتناول التحليل أيضاً زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للمغرب كدليل على أهمية المغرب الاستراتيجية للصين في تعزيز تواجدها الاقتصادي عالمياً. هذه الزيارة تشير إلى توجهات جديدة في السياسة الخارجية الصينية نحو أفريقيا وتأكيد على أهمية المغرب كشريك استراتيجي في مواجهة التحديات الجيوسياسية الحالية.
من خلال هذه الدراسة، يتضح أن المغرب ليس فقط يسعى لأن يكون مركزاً للصناعة والتجارة في أفريقيا، ولكنه يعمل أيضاً على تأمين مكانته كفاعل رئيسي في الاقتصاد العالمي، مما يقدم نموذجاً قيماً للدول الأخرى في العالم النامي.